تحدٍ أخلاقي آخر في الصحافة هو تغطية الرياضات التي يمارسها الرياضيون من ذوي الإعاقة دون اللجوء إلى الوصم أو القوالب النمطية.
بقلم Sandro Angulo Rincón
عام 1960 كان عامًا رائدًا في الرياضة العالمية. لأول مرة، أُقيمت الألعاب البارالمبية الافتتاحية في روما، بمشاركة غالبية من الجنود الشباب الذين يستخدمون الكراسي المتحركة بسبب إصابات في الحبل الشوكي. تنافس ما مجموعه 400 رياضي من 23 دولة، بهدف إثبات للعالم أنه بغض النظر عن الظروف الجسدية أو العقلية أو الحسية، فإن الإدماج في الحياة الاجتماعية ممكن، ويمكن تحقيق أداء رياضي رفيع المستوى.
اليوم، يمكن أن تشمل الإعاقة حالات جسدية أو ذهنية خلقية أو مكتسبة تفي بمعايير الأهلية التي يحددها رمز التصنيف التابع للجنة البارالمبية الدولية. تشمل هذه الإعاقات ضعف القوة العضلية، محدودية نطاق الحركة السلبي، فقدان أحد الأطراف، تفاوت طول الساقين، الرنح (اضطراب عصبي عضلي يؤثر على التنسيق والحركة)، فرط التوتر العضلي (إعاقة عصبية حركية مرتبطة بالشلل الدماغي، إصابات الدماغ الرضحية، السكتات الدماغية، أو بعض الأمراض العصبية)، الأثيتوز (اضطراب عصبي حركي يتميز بحركات لا إرادية بطيئة ومتلوية)، قصر القامة، بالإضافة إلى الإعاقات البصرية والذهنية.
منذ عام 1960 وحتى دورة الألعاب البارالمبية الأخيرة في باريس 2025، واجهت الرياضات التكيفية العديد من التحديات. ولعلّ التحدي الأكبر من بينها هو تحقيق نفس مستوى الاعتراف الرياضي والإعلامي والثقافي الذي تمنحه المجتمعات لدورة الألعاب الأولمبية.
David McGillivray وزملاؤه، مؤلفو الدراسة Repurposing the (Super)Crip: Media Representations of Disability at the Rio 2016 Paralympic Games، يجادلون بأن وسائل الإعلام لعبت دورًا حاسمًا في تحويل الرياضات التكيفية تدريجيًا من كونها ذات قيمة علاجية بحتة إلى منافسات نخبوية ومرموقة. علاوة على ذلك، أدت التغطية المستمرة لهذه الرياضات إلى تطوير سياسات عامة لتعزيزها، وأثارت اهتمام العلامات التجارية الراعية، وجذبت انتباه الأكاديميين الذين باتوا يحلّلونها في الفصول الدراسية من منظور العلوم الاجتماعية والإنسانية، بدلاً من الاقتصار على الرؤى الطبية فقط.
ومع ذلك، لا تزال وسائل الإعلام تقدم تغطية غير متكافئة للرياضات البارالمبية، حيث تخصص وقتًا ومساحة أقل بكثير لأداء الرياضيين البارالمبيين مقارنة بالرياضيين غير المعاقين. وتزداد هذه المشكلة تعقيدًا عند تحليل دور الصحافة والصحفيين بشكل نقدي في تكريس الوصمات والقوالب النمطية عند تمثيل الرياضيين من ذوي الإعاقة أو التنوع الوظيفي.
أحد هذه القوالب النمطية هو السرد الإعلامي القادراني، الذي يتماشى مع النموذج الطبي، حيث يركز على الإعاقة بدلاً من الأداء الرياضي. تشير Emma Pullen وباحثون آخرون في دراستهم Re-presenting the Paralympics: (contested) philosophies, production practices and the hypervisibility of disability إلى أن أحد أسباب استمرار الخطاب القادراني فيما يتعلق بالرياضات البارالمبية كظاهرة ثقافية هو أن الصحفيين معتادون على إبراز “الأجساد النيوليبرالية المثالية والمثالية (المحددة جندريًا)”، مما يجعل الإعاقة موضوعًا صعب التناول. ونتيجة لذلك، لا يزال العديد من الناس ينظرون إلى الرياضي البارالمبي على أنه “مريض يكافح قيوده” بدلاً من كونه رياضيًا نخبويًا يمتلك مواهب أو مهارات استثنائية.
هناك قالب نمطي آخر، يُعرف في العالم الناطق بالإنجليزية باسم “supercrip”، ويتمحور حول القصص “الملهمة” المعتادة للرياضيين البارالمبيين الذين يتحدون الصعاب لتحقيق إنجازات رياضية استثنائية. غالبًا ما يركز هذا السرد على الانتصار على الشدائد، مما يخلق الانطباع بأن ما يبدو مستحيلًا هو، في الواقع، قابل للتحقيق.
تشير Carla Silva وDavid Howe في دراستهما The (In)validity of Supercrip Representation of Paralympian Athletes إلى أن هذا التمثيل يقوض مكانة الأشخاص ذوي الإعاقة. فمن جهة، يرفعهم إلى مرتبة الأبطال من خلال وصفهم بأنهم رياضيون “خارقون”، مما يجعلهم متميزين حتى عن غيرهم داخل مجتمع ذوي الإعاقة نفسه.
ومن جهة أخرى، تعزز هذه السردية فكرة أن الإعاقة يمكن “تجاوزها” فقط من خلال العمل الجاد والإصرار، مما يقلل من أهمية التحديات الهيكلية والمجتمعية التي يواجهها معظم الأشخاص ذوي الإعاقة.
يجادل منتقدو سردية “supercrip” بأنها تصرف الانتباه عن العوائق المادية الحقيقية التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة—مثل البنية التحتية غير الشاملة وغياب الدعم المالي—وذلك من خلال تقديم وهم للجمهور بأن الرياضيين البارالمبيين “الخارقين” يمكنهم بناء مسيرات مهنية ناجحة وتجاوز إعاقاتهم بمجرد الجهد الشخصي وحده.
كلتا السرديتين تحملان إمكانية أن تكونا ضارتين—إما من خلال ترسيخ التصورات السلبية عن الإعاقة عبر النموذج الطبي، أو من خلال خلق فجوة بين من يستطيعون المشاركة في الرياضات النخبوية ومن لا يستطيعون (“supercrip”).
تعرضت وسائل الإعلام أيضًا لانتقادات بسبب تبنيها تسلسلاً هرمياً للإعاقة، حيث تصنف بعض الإعاقات على أنها أكثر “طبيعية” أو “مقبولة” لدى الجمهور. على سبيل المثال، يحظى الرياضيون الذين يستخدمون الكراسي المتحركة بأكبر قدر من الظهور الإعلامي، يليهم مبتورو الأطراف، في حين أن الإعاقات التي قد تكون أكثر وضوحًا بصريًا—مثل الشلل الدماغي—غالبًا ما تكون غائبة تمامًا عن التغطية الإعلامية.
المصدر: Mayor’s Office of Pasto
اتجاه آخر سلط عليه الضوء الباحثون Leanne Rees وPriscilla Robinson** وNora Shields في دراستهم Media Portrayal of Elite Athletes with Disability – A Systematic Review هو ظاهرة تحويل الألعاب البارالمبية إلى عرض استعراضي.** أدى هذا الاتجاه إلى تفضيل الرياضيين الهجينين وأطرافهم الاصطناعية السيبرانية، التي تجذب جمهورًا مهووسًا بالتكنولوجيا ومحفزًا بتوقع تحقيق إنجازات رياضية استثنائية.
بالإضافة إلى ذلك، تشير الأبحاث إلى أن الرياضيات البارالمبيات يحصلن على تغطية إعلامية أقل بكثير مقارنة بزملائهن الذكور.
في اللغة الإسبانية، يمكن في بعض السياقات الرياضية استبدال مصطلح “discapacidad” (الإعاقة) بمصطلح “diversidad funcional” (التنوع الوظيفي). بينما يوحي المصطلح الأول بعدم القدرة على أداء بعض الأنشطة، فإن المصطلح الثاني يسلط الضوء على أن الاختلافات في القدرات الجسدية أو الذهنية أو الحسية هي جزء طبيعي من التجربة الإنسانية.
يعمل هذا المنظور على تحويل التركيز بعيدًا عن القيود الفردية باعتبارها “نواقص” أو “مشكلات”، مما يعزز سردية أكثر شمولية واحترامًا. لذا، في جميع التعليقات الخاصة بالبث، يجب استخدام مصطلح impairment بدلاً من disability.
على المدى الطويل، يتمثل الهدف النهائي في الاستغناء عن الحاجة إلى أي من المصطلحين، بحيث يُشار إلى هؤلاء الأفراد ببساطة على أنهم رياضيون. سيتيح هذا التحول التركيز على إنجازاتهم الرياضية في المقام الأول، مما يعزز رؤية أكثر شمولية ويدفع نحو تغيير إيجابي في المجتمع.
يحدد The International Paralympic Committee Style Guide عدة قواعد عامة عند التحدث أو إجراء المقابلات أو التفاعل مع شخص من ذوي الإعاقة:
- حدد الشخص أولاً ثم الإعاقة، على سبيل المثال: “رياضي لديه إعاقة” وليس “رياضي معاق”. في بعض الحالات، قد لا يكون من الضروري أو الملائم ذكر الإعاقة، لذا لا تشعر بأنك مضطر إلى القيام بذلك. عندما يكون ذلك مناسبًا، يكفي ذكر نوع الإعاقة ثم المضي قدمًا في الحديث.
- تصرف بطبيعية ولا تراقب كل كلمة أو تصرف. لا داعي للشعور بالإحراج إذا استخدمت تعبيرات شائعة مثل “أراك لاحقًا” (مع شخص لديه إعاقة بصرية) أو “يجب أن أذهب بسرعة” (مع شخص يستخدم كرسيًا متحركًا).
- تجنب استخدام العبارات العاطفية مثل “مأساوي”، “مصاب”، “ضحية” أو “مقيد بكرسي متحرك”. ركز على القدرة وليس القيد، من خلال القول بأن شخصًا “يستخدم كرسيًا متحركًا” بدلاً من “مقيد” أو “محصور في كرسي متحرك”.
- تجنب تصوير الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يحققون النجاح على أنهم “استثنائيون” أو “فوق البشر”. فمثلاً، المبالغة في إنجازات الرياضيين ذوي الإعاقة توحي بشكل غير مقصود بأن التوقعات الأصلية لم تكن عالية.
- قدم الشخص كما هو في الواقع. على سبيل المثال، قد يكون الشخص ذو الإعاقة رياضيًا، لكنه قد يكون أيضًا والدًا، مهندسًا مدنيًا، طبيبًا، مدير أعمال أو صحفيًا.
- الأشخاص ذوو الإعاقة لا يريدون أن يُنظر إليهم كمجرد متلقين للإحسان أو الشفقة. تذكر أن الشخص الذي لديه إعاقة ليس بالضرورة مريضًا مزمنًا أو غير صحي.
- اسأل دائمًا الشخص ذو الإعاقة إذا كان يرغب في المساعدة قبل أن تتدخل. قد لا يكون بحاجة إليها، ولكن لا بأس من عرض المساعدة. وإذا احتاج إلى دعمك، استمع جيدًا أو اسأل عن كيفية تقديمه.
- عند التحدث مع شخص لديه إعاقة، تحدث إليه مباشرةً بدلاً من التوجه إلى مرافقه أو المترجم.
- تذكر أن الأشخاص ذوي الإعاقة قد يحتاجون إلى صبرك ووقت كافٍ للتصرف باستقلالية. امنحهم وقتًا إضافيًا للتحدث إذا كانوا يستخدمون وسيلة تواصل مساعدة أو لديهم إعاقة معرفية.
- إذا لم تفهم ما قاله شخص ذو إعاقة، لا تتردد في طلب تكراره.
- احترم المساحة الشخصية للشخص، وتذكر أن الكرسي المتحرك يُعد جزءًا من مساحته الشخصية.
- عند التحية، إذا كنت تصافح عادةً، فقدم نفس الإيماءة، حتى لو كان الشخص لديه استخدام محدود ليديه أو يرتدي طرفًا اصطناعيًا. سيخبرك الشخص إذا كان هناك تصرف معين غير مناسب.
لا تفترض أن الشخص ذو الإعاقة الجسدية يعاني أيضًا من ضعف سمعي أو أن قدراته العقلية محدودة بأي شكل من الأشكال. تحدث بنبرة طبيعية ولا تستخدم لغة تنطوي على تعالٍ أو شفقة.
كلمات وعبارات مناسبة
وفقًا لـ The International Paralympic Committee Style Guide، تمتلك الكلمات قوة في تشكيل التصورات، ويمكنها إما تعزيز صور غير دقيقة أو التسبب في ضرر. فيما يلي قائمة بالمصطلحات المفضلة واللغة المناسبة عند الإشارة إلى الرياضيين ذوي الإعاقة بشكل عام:
تجنب |
استخدم |
تجنب: رياضي/شخص معاق، رياضي/شخص ذو إعاقة شديدة
استخدم: رياضي/شخص ذو إعاقة، رياضيون ذوو إعاقة |
استخدم: رياضي أو (عند الحاجة إلى التمييز) يُفضل استخدام مصطلح رياضي بارالمبي أو رياضي(ون) ذو/ذوو إعاقة
استخدم: شخص(أشخاص)/أفراد ذو/ذوو إعاقة |
استخدم: رياضي/شخص ذو إعاقة بصرية، المكفوفون | استخدم: رياضي/أشخاص ذو/ذوو إعاقة بصرية / عَمى (كما أن مصطلح “ضعيف البصر” مقبول أيضًا، خاصة لتحسين سلاسة الجمل).
استخدم: رياضي تم تصنيفه على أنه ذو إعاقة بصرية. |
تجنب: المعاقون، ذوو الإعاقة، المعاقون جسديًااستخدم: شخص ذو إعاقة حركية | استخدم: أشخاص ذو/ذوو إعاقة جسدية
استخدم: شخص تم تصنيفه على أنه ذو إعاقة جسدية، مثل مبتوري الأطراف، مستخدمي الكراسي المتحركة، الأشخاص المصابين بالشلل الدماغي، إلخ. |
تجنب: الرياضيون العاديون
استخدم: الرياضيون غير المعاقين (مع التأكيد على أن وصف الأشخاص غير المعاقين بـ”العاديين” يُعد تحقيرًا للأشخاص ذوي الإعاقة، الذين يتمتعون بمساواة كاملة مع نظرائهم غير المعاقين). |
استخدم: الرياضيون غير المعاقين أو عند الإمكان الرياضيون الأولمبيون |
تجنب: مصاب بشلل نصفي، المصابون بالشلل النصفي
استخدم: شخص ذو شلل نصفي / أشخاص ذو/ذوو شلل نصفي |
استخدم: شخص ذو شلل نصفي |
تجنب: مصاب بشلل رباعي، المصابون بالشلل الرباعي
استخدم: شخص ذو شلل رباعي / أشخاص ذو/ذوو شلل رباعي |
استخدم: شخص ذو شلل رباعي |
تجنب: متخلف / المتخلفون
استخدم: شخص ذو إعاقة ذهنية |
استخدم: شخص ذو إعاقة ذهنية |
تجنب: متشنج
استخدم: شخص ذو شلل تشنجي أو شخص مصاب بالتشنج العضلي |
استخدم: شخص ذو شلل دماغي |
تجنب: غير طبيعي، دون المستوى الطبيعي، معيب، مشوه
استخدم: شخص ذو إعاقة أو شخص ذو احتياجات خاصة (مع التأكيد على استخدام مصطلحات محايدة تحترم كرامة الأفراد). |
استخدم: تحديد نوع الإعاقة (مثل: شخص ذو إعاقة سمعية، شخص ذو إعاقة بصرية، شخص ذو إعاقة حركية، إلخ). |
تجنب: مصاب بـ / يعاني من
استخدم: شخص ذو إعاقة، دون الإيحاء بالمعاناة أو السلبية. |
استخدم: قل إن الشخص لديه… (نوع الإعاقة)، مثل:
شخص لديه إعاقة بصرية شخص لديه شلل دماغي شخص لديه فقدان سمعي |
تجنب: مقيد بكرسي متحرك
استخدم: يستخدم كرسيًا متحركًا |
استخدم: يستخدم كرسيًا متحركًا |
تجنب: مشلول، معاق، عاجز
استخدم: شخص ذو إعاقة حركية |
استخدم: شخص ذو إعاقة جسدية |
تجنب: مرض (عند استخدامه كمصطلح مرادف للإعاقة)
استخدم: إعاقة أو حالة جسدية، حسب السياق (مثل: شخص ذو شلل دماغي أو إصابة في النخاع الشوكي، دون الإيحاء بأنها ناتجة عن مرض). |
استخدم: إعاقة |
تجنب: جذوع (عند الإشارة إلى الأطراف المبتورة)
استخدم: طرف مبتور أو بقايا طرف |
استخدم: بتر |
تجنب: يعاني من، مُعانٍ
استخدم: شخص ذو إعاقة / شخص لديه (نوع الإعاقة) |
استخدم: هو / لديه… (نوع الإعاقة)، مثل:
هو شخص ذو إعاقة بصرية لديه إعاقة سمعية هو شخص ذو شلل دماغي |
تجنب: ضحية
استخدم: شخص ذو إعاقة / شخص لديه (نوع الإعاقة) دون الإيحاء بالسلبية أو الضعف. |
استخدم: هو / لديه… (نوع الإعاقة)، مثل:
هو شخص ذو إعاقة بصرية لديه إعاقة سمعية هو شخص ذو شلل دماغي |
من المهم أيضًا أن نتذكر أن الإعاقة ليست سوى سمة أو ظرف من ظروف الحياة—ولا تحدد وجود الشخص بالكامل.
الحياة نفسها غالبًا ما تكون أقوى وأكثر أهمية من أي شكل من أشكال الإعاقة.
ينشر البروفيسور José Luis Rojas Torrijos دليلًا مختصرًا للأسلوب الصحيح في تغطية الألعاب البارالمبية على مدونته Periodismo Deportivo de Calidad. فيما يلي بعض من توصياته الرئيسية:
يجب على وسائل الإعلام والصحفيين تطبيع التغطية ونشر الأخبار حول الرياضيين ذوي الإعاقة، تمامًا كما يفعلون بشكل روتيني مع الرياضيين غير المعاقين.
تجنب استخدام عبارات مثل “أشخاص يعانون من مشاكل في الحركة” (واستخدم بدلًا من ذلك “أشخاص ذوو قدرة حركية محدودة”) أو “أشخاص يعانون من مشاكل في الرؤية” (ويفضل “أشخاص ذوو إعاقة بصرية” أو “أشخاص مكفوفون”).
من المبادئ الأساسية في الصحافة أن تكون اللغة المستخدمة في التغطية مفهومة لمعظم القراء. ينطبق هذا المبدأ أيضًا عند تناول موضوعات الإعاقة أو الرياضات التكيفية. وإذا كان من الضروري ذكر اختصارات أو مصطلحات تقنية وعلمية، فإن مسؤولية الصحفي تكمن في شرح معناها بوضوح وبأسلوب بسيط.
يقع على عاتق الصحفيين ووسائل الإعلام مسؤولية البقاء على اطلاع دائم وتحديث معرفتهم باستمرار حول مختلف أنواع الإعاقات، وخصائصها، وتفاصيلها، بالإضافة إلى التخصصات المختلفة في الرياضات التكيفية، وذلك لضمان تغطية مهنية ودقيقة للأحداث التي يشارك فيها هؤلاء الرياضيون.
وأخيرًا، ينبغي على الصحفيين أن يتعلموا وينقلوا القواعد وأنظمة المنافسات الخاصة بالـ 22 رياضة بارالمبية، وهي: ألعاب القوى، كرة الريشة، كرة السلة على الكراسي المتحركة، البوتشيا، ركوب الدراجات، الفروسية، المبارزة على الكراسي المتحركة، كرة القدم للمكفوفين (5-a-side)، الجولبول، رفع الأثقال، الجودو، السباحة، التجديف بالقوارب (الكانوي)، التجديف، الرجبي على الكراسي المتحركة، التنس على الكراسي المتحركة، تنس الطاولة، الرماية، القوس والسهم، التايكوندو، الترياثلون، والكرة الطائرة جلوس.
الدور الرقابي لوسائل الإعلام
بينما يجب أن تعمل وسائل الإعلام على زيادة وضوح الرياضات التكيفية دون تكريس الوصمات أو القوالب النمطية، فإن هذا لا يعفيها من واجبها الرقابي عندما ينتهك الرياضيون أو المدربون أو المسؤولون القواعد لتحقيق ميزة غير عادلة على منافسيهم.
مثال على الصحافة المسؤولة والتقارير الاستقصائية هو العمل الذي قام به Matt Higgins وRoman Stubbs من The Washington Post. في تقريرهما الصادر في 28 أغسطس 2024 بعنوان As Paralympics Get Bigger, Some Athletes Say Cheating Is More Prevalent، يكشفان عن انتشار الشكوك حول قيام بعض الرياضيين بالمبالغة في مستوى إعاقتهم لتحقيق فوز سهل على خصومهم.
تُعرف هذه الممارسة باسم “التلاعب بالتصنيف” (classification doping)، حيث يقوم بعض الرياضيين بتضليل التقييمات التصنيفية ليتم وضعهم في فئة يكون فيها مستوى إعاقتهم الجسدية أو الحسية أو المعرفية أقل حدة مقارنةً بمنافسيهم. يحدث ذلك في ظل إشراف سلبي من قبل السلطات البارالمبية، التي غالبًا ما تتجنب فرض عقوبات أو الكشف عن الحالات غير النزيهة حفاظًا على صورة الشفافية والمثابرة المرتبطة بالرياضيين البارالمبيين.
من الجدير التذكير بفضيحة الغش الأكثر شهرة في تاريخ الألعاب البارالمبية، والتي وقعت خلال دورة سيدني 2000. فاز منتخب إسبانيا لكرة السلة للرجال في فئة الإعاقة الذهنية بالميدالية الذهبية، رغم أن 10 من لاعبيه لم يكن لديهم أي إعاقة معرفية على الإطلاق.
أدت الفضيحة إلى حظر كامل لمشاركة الرياضيين ذوي الإعاقة الذهنية في دورتي الألعاب البارالمبية 2004 و2008. ونتيجة لذلك، اضطر الفريق الإسباني إلى إعادة الميدالية الذهبية وجميع الجوائز المرتبطة بفوزه الاحتيالي.
وقع حادث بارالمبي بارز آخر خلال دورة طوكيو 2021، عندما جُرّد الرياضي الهندي Vinod Kumar من الميدالية البرونزية في رمي القرص بعد أن قررت السلطات أنه تعمد تقديم معلومات مضللة بشأن إعاقته خلال عملية التصنيف. ونتيجة لذلك، تم إيقافه عن المنافسات لمدة عامين.
وفقًا للصحفيين Matt Higgins وRoman Stubbs، أصبحت هذه الحالات أكثر شيوعًا بسبب تزايد الفرص الاقتصادية في الرياضات البارالمبية. وتشمل هذه الفرص المكافآت المالية للفوز بالميداليات، والاعتراف الاجتماعي، وصفقات الرعاية المربحة، مما يغري بعض الرياضيين البارالمبيين بانتهاك قواعد اللعب النظيف.
شكرًا لدعمكم للصحافة المستقلة. تابعونا على Facebook، Twitter، أو YouTube لمزيد من التحديثات.
المراجع والترجمات
- McGillivray, D., O’Donnell, H., McPherson, G., & Misener, L. (2021). Repurposing the (Super)Crip: Media Representations of Disability at the Rio 2016 Paralympic Games (“Reutilizando el (Súper)Crip: Representaciones mediáticas de la discapacidad en los Juegos Paralímpicos de Río 2016”). Communication & Sport, 9(1), 3-32. https://doi.org/10.1177/2167479519853496
- Pullen, E., Jackson, D., Silk, M., & Scullion, R. (2019). Re-presenting the Paralympics: (contested) philosophies, production practices and the hypervisibility of disability (“Re-presentando los Juegos Paralímpicos: filosofías (disputadas), prácticas de producción y la hipervisibilidad de la discapacidad”). Media, Culture & Society, 41(4), 465-481. https://doi.org/10.1177/0163443718799399
- Silva, C. F., & Howe, P. D. (2012). The (In)validity of Supercrip Representation of Paralympian Athletes (“La (in)validez de la representación supercrip de los atletas paralímpicos”). Journal of Sport and Social Issues, 36(2), 174-194. https://doi.org/10.1177/0193723511433865
- Rees, L., Robinson, P., & Shields, N. Media portrayal of elite athletes with disability – a systematic review (“Representación mediática de atletas de élite con discapacidad – una revisión sistemática”). Disability & Rehabilitation, 2019 Feb; 41(4): 374-381. DOI: 10.1080/09638288.2017.1397775. Publicado en línea el 10 de noviembre de 2017. PMID: 29124974.
- As Paralympics Get Bigger, Some Athletes Say Cheating Is More Prevalent (“A medida que los Juegos Paralímpicos crecen, algunos atletas dicen que el engaño es más frecuente”).
- Crédito de la foto: Indeportes, Antioquia.